icon
التغطية الحية

نقابة أطباء الشمال: إصابات كورونا المعلنة لا تمثّل خطورة الواقع

2020.09.17 | 05:12 دمشق

انتشار فيروس كورونا في الشمال السوري
إسطنبول ـ كاترين القنطار
+A
حجم الخط
-A

أكد رئيس نقابة الأطباء في الشمال السوري الدكتور محمد وليد تامر لموقع تلفزيون سوريا أن ارتفاع أعداد الإصابات أصبح يزداد بشكل مضطرب في مناطق الشمال السوري خلال الأيام الماضية حيث تم تسجيل أرقام عالية في الأيام الأخيرة، إذ سجل يوم أمس ما يقارب 70 إصابة وتم تسجيل 80 إصابة تقريبا يوم الإثنين الماضي، في حين أن هذه الأرقام لم تكن معهودة من قبل.

ووضح الدكتور تامر أن هذه الأرقام هي بعيدة عن الواقع بسبب العدد المحدود للاختبارات الذي يُجرى يومياً نتيجة وجود جهازين PCR فقط. وأضاف "إننا نقوم بفحص 180 عينة يومياً، حيث يتم عمل فحص الكشف عن كورونا فقط للحالات المشتبه بها وإذا أردنا الحديث عن النسبة المئوية للمصابين فنجد أن نحو 50 بالمئة من العينات ستكون نتيجتها موجبة وهذه نسبة مرتفعة جدا.

وذكر الدكتور تامر أن فيروس كورونا بدأ يأخذ منحى جديداً، أي بدأ العمل بدورته الاجتماعية إذ تم تسجيل أول إصابة يوم أمس في جسر الشغور وتوزعت الإصابات في كل من مدينة الباب والتي تشهد أكبر عدد بالإصابات تليها مدينة اعزاز انتقالاً لمدينة عفرين وسرمدا الدانا ومدينة إدلب.

وتوقع الدكتور تامر الوصول لذروة الإصابات بعد أسبوعين من الآن، مشيراً إلى أن هناك أسباب عدة لانتشار الفيروس أهمها الوضع الاقتصادي السيئ. وتابع "لا يمكننا الحديث عن التباعد الاجتماعي في ظل حصر نحو 4 ملايين شخص في بقعة اجتماعية ضيقة، أو عند وجود ما يقارب 12 شخصاً في خيمة واحدة".

اقرأ أيضاً: كورونا إدلب وحلب.. إصابات مضاعفة واستهتار عام وتحذيرات من كارثة

وأضاف أنه في منطقة لا يتوفر بها الماء الصالح للشرب لا يمكن للناس الالتزام بتعقيم الأيدي مؤكداً أن استخدام الكمامة هو الشيء الوحيد الذي يساعد خلال هذه الفترة على الوقاية من الفيروس، لكن يُلاحظ في المنطقة عدم مبالاة بالوباء من قبل المدنيين وعلى رأسهم الكوادر الطبية، نتيجة لطول فترة التنبيه من الفيروس واضطرار الناس للعمل لتأمين قوت يومهم.

وأشار الدكتور إلى أنه تحدث سابقا مع منظمة الصحة العالمية وتم الاتفاق على عمل خطة طوارئ سريعة لكنها بقيت حبراً على ورق، مشيراً إلى وصول مبلغ 100 مليون دولار لدعم مناطق النظام في حين لم يتلق الشمال السوري إلا مساعدات "مخجلة"، حيث وصل ما يقارب 5000 تحليل وتلتها دفعة أخرى مثلها. جازماً أن جميع الوعود التي وعدت بها منظمة الصحة العالمية بقيت حبراً على ورق فقد وعدت المنظمة بإرسال 6.6 ملايين دولار ثم ارتفع المبلغ إلى أن وصل إلى 35 مليون لكن لهذه اللحظة لم يتم تسلّم أي شيء.

وعن رؤيته لوضع المشافي والمراكز الصحية خلال الفترة القادمة قال "إن النظام الصحي سينهار قريبا لعدم استطاعته مواكبة مجريات الحدث، خاصة أن مناطق الشمال تمتلك نحو 192 منفسة بنسبة تشغيل تتراوح بين 80 -85 بالمئة بعيدا عن نطاق الكورونا".

أما بالنسبة لمراكز العزل التي تم إنشاؤها حتى الآن، ذكر الدكتور تامر أنها معتمدة على وجود أسرة أو فرش موجودة على الأرض، كما أنها كانت أبنية مؤسساتية سابقة كالمدارس أو منشآت عامة، مشيراً إلى أنها لا تستطيع العمل أكثر من فترة بسيطة خاصة بعد انتشار الفيروس وازدحامها بالمصابين بعدها لن يبقى أمامنا سوى العزل داخل المنزل مما يتطلب درجة عالية من الوعي الفردي.

وأكد الدكتور تامر أن المجتمع ككل يجب أن يتصدى لهذا الوباء معتبرا نفسه أنه في صراع معه ولا يقتصر الموضوع على القطاع الصحي لمواجهة هذا الفيروس. مشيرا إلى أن أهم ما يمكن العمل عليه حاليا هو الالتزام بالكمامة وتعقيم اليدين ومحاولة توفير أسطوانات الأوكسجين.

ولفت الدكتور إلى أنه لم يتم دراسة تداعيات فيروس كورونا على المخيمات لأنها تعتبر تجمعاً بشرياً كبيراً، حيث يوجد ما يقارب المليون 1128 ألف نسمة في مخيمات الشمال.

أما عن الحلول المقترحة، فطالب الدكتور تامر بتوفير الكمامات بشكل وافي ومن الأفضل أن يتم عمل معامل في الداخل لإنتاج كميات تكفي سكان الشمال السوري من كمامات قماشية يمكن استخدامها أكثر من مرة، بالإضافة إلى تأمين مولدات أوكسجين مما يعطينا دفعاً كبيراً لجعل انتشار المرض أقل خطورة، كما دعا السلطات لفرض قوانين ليس بالضرورة أن تكون صارمة حيث إن الوضع الاقتصادي لا يحتمل لكن بإمكانها منع المطاعم والمسابح والمقاهي والملاعب والمدارس والمساجد وأي تجمع بشري لتخفيف من انتشار فيروس كورونا.