icon
التغطية الحية

نسخة عن "آيا صوفيا".. روسيا تعتزم بناء كنيسة في سوريا

2020.07.27 | 17:09 دمشق

knyst_hmat.jpg
"نابل العبدالله" مع وفد روسي في السقيلبية - 26 تموز 2020 (صفحة نابل عبد الله/ فيس بوك)
تلفزيون سوريا - متابعات
+A
حجم الخط
-A

تداولت صفحات وحسابات موالية لـ نظام الأسد، اليوم الإثنين، خبراً مفاده أن روسيا تعتزم بناء كنيسة تكون نسخة عن "آيا صوفيا" في سوريا، وذلك بعد تنفيذ تركيا قرارها بتحويل متحف "آيا صوفيا" الشهير في مدينة إسطنبول إلى مسجد.

وجاء في الخبر أن النائب في مجلس الدوما الروسي القس (فيتالي ميلونوف) أعلن دعمه لـ مشروع بناء نسخةٍ مصغّرة عن كنيسة "آيا صوفيا" في منطقة السقيلبية غرب حماة، قدّمه قادة مِن ميليشيا "الدفاع الوطني" التابع لـ نظام الأسد في المنطقة.

وأضافت الصفحات أن القيادة الروسية أرسلت وفداً مكوّناً مِن جنرالات روس إلى منطقة السقيلبية لـ تكريم قائد ميليشيا "الدفاع الوطني" في منطقة السقيلبية (نابل العبدالله) وقائد الميليشيا في بلدة محردة (سيمون الوكيل).

وكان "نابل العبدالله" قد أعلن عبر صفحته الشخصية في فيس بوك، أمس الأحد، البدء بإنشاء كنيسة جديدة في منطقة السقيلبية تحت اسم "كنيسة آيا صوفيا"، مضيفاً أنهم وضعوا الخطوات الأولى لـ حجر أساس الكنيسة، وذلك بالتنسيق مع البطركية الأرثوذكسية ودعم مجلس الدوما الروسي.

ونشر "العبدالله" صوراً للقائه بالوفد الروسي في مكتبه بمدينة السقيلبية ومكتب "سيمون الوكيل" ببلدة محردة، مشيراً إلى تنظيم جولة للوفد زاروا خلالها عدداً مِن المدارس المسيحية والكنائس، كما التقوا برموز دينية في المنطقة.

وحسب ناشطين، فإن زيارات الضباط والرموز الدينية الروسية إلى مدينة السقيلبية تنشط، منذ مطلع العام الجاري، حيث كانت الزيارات تركّز على اللقاء بقيادات ميليشيات "الدفاع الوطني" في السقيلبية ومحردة، دون أي وجود رسمي لـ قادة نظام الأسد.

اقرأ أيضاً.. ميليشيا "الوكيل ونابل".. ذراع أرثوذكسية لـ روسيا في حماة

 

نسخة طبق الأصل عن "آيا صوفيا" في سوريا

نقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسيّة عن النائب في مجلس الدوما الروسي (فيتالي ميلونوف)، يوم 17 تموز الجاري، أن "المسيحيين الأرثوذكس في روسيا يمكنهم مساعدة سوريا في بناء نسخة طبق الأصل عن آيا صوفيا في السقيلبية".

واعتبر "ميلونوف" أن بناء الكنيسة "خطوة جيدة، لأن سوريا على عكس تركيا، هي دولة تُظهر بوضوح إمكانية الحوار السلمي وتأثيره الإيجابي".

ويبدو أن قرار بناء كنيسة تحمل اسم "آيا صوفيا" في سوريا جاء ردّاً على تحويل تركيا مبنى "آيا صوفيا" إلى مسجد، بعد 86 عاماً مِن تحويله إلى متحف في عهد مؤسس الجمهورية التركيّة مصطفى كمال أتاتورك، عام 1934، بعد أن كانت في الأصل كاتدرائية أرثوذكسية شرقيّة، وحوّلها السلطان العثماني محمد الفاتح إلى جامع، عقب سيطرته على القسطنطينية (إسطنبول حالياً)، عام 1453.

يذكر أن الكنيسة الأرثوذكسية الروسيّة تعتبر أن التدخل العسكري الروسي والذي بدأ، نهاية أيلول 2015، معركةً مقدّسة، معلنةً دعمها لـ قرار الرئيس الروسي بشن غارات جويّة على على السوريين، زاعمةً أن القرار يأتي لـ"حماية الضعفاء مثل المسيحيين في الشرق الأوسط الذين يتعرّضون لحملة إبادة".

اقرأ أيضاً.. حماية مسيحيي الشرق ذريعة بوتين في حربه "المقدسة" ضد الشعب السوري

اقرأ أيضاً.. النسخة الروسية من الحروب الدينية.. كنيسة محمولة جواً! (فيديو)

اقرأ أيضاً.. زيارة إلى حميميم.. تمييز ديني ومضافة بأموال صهر الأسد

وأثار تحويل "آيا صوفيا" إلى مسجد ردود فعل واسعة مِن قبل دول عديدة حول العالم بين مؤيّد ورافض، حيث اعتبرت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية قرار التحويل "متسرعاً وذا دوافع سياسية"، كما عبّر بابا الفاتيكان "فرانسيس" عن "حزنه الشديد" جرّاء هذا القرار.

ولكن الخارجية الروسيّة كان ردّها معتدلاً ومخالفاً لـ انتقادات الكنيسة الأرثوذكسية الروسيّة، حيث نقلت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فرشينين قوله "نعتبر أن الأمر يتعلق بشأن تركي داخلي وعلينا وعلى غيرنا عدم التدخل".

وكانت أول صلاة للجمعة في "آيا صوفيا" قد أقيمت، يوم الجمعة الفائت، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعشرات المسؤولين الأتراك وآلاف المصلين، وقال "أردوغان" حينها إن "آيا صوفيا عاد إلى أصله، وأصبح مسجداً مرة أخرى، وسيستمر في خدمة المؤمنين كمسجد، وسيظل يستقطب الناس مِن جميع الأديان لـ كونهِ إرثاً ثقافياً مشتركاً للإنسانية جمعاء".

اقرأ أيضاً.. الرئيس التركي يؤدي صلاة الجمعة الأولى في "آيا صوفيا"

ويُعد مبنى "آيا صوفيا" - الواقع في منطقة السلطان أحمد بمدينة إسطنبول - صرحاً فنياً ومعمارياً شيّده البيزنطيون في القرن السادس وكانوا يتوّجون أباطرتهم فيه، واستخدم لمدة 481 عاماً مسجداً، قبل تحويله إلى متحف عام 1934، وهو مِن أهم المعالم المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط، وأهم الوجهات السياحية في إسطنبول، فضلاً عن أنه مُدرج على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو).