icon
التغطية الحية

ناشطون وسياسيون يندّدون بإرسال مقاتلين سوريين إلى ليبيا

2019.12.29 | 11:53 دمشق

17_libyarebels_g_w.jpg
 تلفزيون سوريا ـ متابعات
+A
حجم الخط
-A

عبّر كثير من الناشطين والسياسيين السوريين عن رفضهم وتنديدهم بإرسال مقاتلين سوريين إلى ليبيا، لدعم حكومة الوفاق ضد قوات حفتر، في وقت سيطرت فيه قوات النظام على 40 قرية في إدلب.

وبعد أن أكدت عدة مصادر لموقع تلفزيون سوريا يوم الخميس الفائت، وصول 200 مقاتل من عدد من فصائل الجيش الوطني إلى مطار طرابلس يوم الثلاثاء الفائت، تداول ناشطون تسجيلين مصورين لمقاتلين سوريين وسط العاصمة الليبية طرابلس.

 

 

 

وأكد عدد من محللي الصور، بعد مطابقة التسجيلين مع الخرائط، أنه تم تصويرهما في العاصمة طرابلس وتحديداً في معسكر التكبالي الذي يشهد اشتباكات عنيفة بين قوات حكومة الوفاق المعترف بها دولياً، وقوات حفتر.

 

 

وحسم التسجيلان المصوران حالة الجدل التي سادت أوساط الناشطين والسياسيين السوريين، فيما إذا كان الجيش الوطني قد أرسل فعلاً مقاتلين إلى ليبيا بطلب من تركيا، على الرغم من نفي هيئة الأركان التابعة لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة ذلك.

وأطلق ناشطون وسياسيون سوريون بياناً إلى الرأي العام السوري والعربي والدولي حول تجنيد بعض السوريين من قبل الحكومة التركية للذهاب والقتال في ليبيا تحت قيادة ضباط أتراك وسوريين.

وقال البيان "وفي حال صحت هذه الأنباء، فإننا بصفتنا ثائرين وسياسيين وأكاديميين سوريين، نستنكر وبشدة إقدام أي سوري على الموافقة على القتال خارج سوريا، أيا كانت الذريعة والمغريات والضغوط التي قد تمارس ضده".

وشدّد البيان على أن السوريين "ثاروا من أجل كرامتهم.. وحملوا السلاح دفاعاً عن حقهم بالحياة والحرية، في مواجهة نظام مجرم ارتكب بحقهم كل أنواع جرائم الحرب واستعان في ذلك بمرتزقة من كل أصقاع الدنيا، ولم يحمل السوريون السلاح ليتحولوا إلى مرتزقة يقاتلون في حروب الآخرين خارج أرضهم وخارج ثوابت ثورتهم".

 

قصث.jpg

 

وأشاد البيان بمواقف "الفصائل الثورية والمقاتلين الأحرار"، الذين يرفضون الموافقة على القتال خارج سوريا، وفي الوقت نفسه ندّد البيان بشدة بـ"إقدام أي كان وتحت أي مسمى أو ذريعة على الموافقة بالذهاب إلى ليبيا للقتال هناك، فالشعب الليبي الشقيق وحده من يقرر مصيره ويخوض معركته".

وطالب الموقعون على البيان، المقاتلين السوريين في الفصائل العسكرية بالتوجّه إلى إدلب، "للدفاع عنها وعن حياة المدنيين فيها في ظل العدوان غير المسبوق عليها من ميليشيا بشار الأسد وحلفائه من الروس والإيرانيين".

وقال الصحفي عقيل حسين في منشور على صفحته في فيسبوك "الموقف المبدأي مما يقال عن توجه مقاتلين من (الجيش الوطني) إلى ليبيا يجب أن يكون الإدانة والرفض الحازم وغير القابل للنقاش، صح الخبر أم لم يصح.. أما التفرغ لتكذيبه أولاً، ثم البدأ بتبريره والتخفيف من أهميته، فإنها خطوات ستؤدي حتماً إلى تأييده من قبل المبررين والمخففين لاحقاً".

 

 

واعتبر الناشط عمير عمر أن ذهاب "جَمعٍ من المرتزقة السوريين" إلى ليبيا، هو "هزيمة أعظم من سقوط أحياءٍ أو قرى أو مدن"، مضيفاً "أقل ما يجب في حقهم التبرؤ من سوريتهم ومنعهم من دخولها".

 

dfdf.jpg


وكتب الصحفي بشر الحاوي "لا نلوم فقط من ذهب إلى ليبيا من عناصر ما يسمى الجيش الوطني سود الله وجوههم إنما نلوم من ربّاهم وعلّمهم ليكونوا جنودا أوفياء له، في وقت كان يكذب علينا بنصرته لنا".

 

 

وقالت الباحثة سميرة مبيض "ليس سورياً من يحمل سلاحاً ليُقاتل تحت مسمى مرتزق في ليبيا، هو مرتزق وحسب ولا هوية ترتبط بالمرتزقة. أما السوري فهمّ وطنه أقرب إليه من حبل الوريد، تلك فقط هي الهوية".

 

 

وقارن المخرج السوري عبد الرحمن الكيلاني ما يجري حالياً، بما حصل أواخر عام 2016 عندما بدأت تركيا معركة السيطرة على مدينة الباب شمال شرق حلب، في حين كانت مدينة حلب تشهد "ذروة" هجوم النظام لحصارها، وقال في منشور " انضم إليها آلاف المقاتلين السوريين، قالت الفصائل وقتها إنهم من أبناء المناطق المزمع السيطرة عليها ولن تتأثر حلب، وسقطت حلب! في ذروة معركة الأسد على إدلب إلى أين يذهب المقاتلون؟"

وأضاف الكيلاني "لا يعني السوري للتركي أكثر من كاسحة ألغام أو درعاً بشرية أو جمجمة لاستدراج القناصين. مقابل كل جندي تركي قُتل في معارك الشمال التركية الثلاثة كان يموت عشرات المقاتلين السوريين، موتهم بلا قيمة ما داموا لا يحملون دماً تركياً ولن تخرج في جنازاتهم الجموع الغاضبة أو يعدهم نواب البرلمان".

 

 

وأشار الكيلاني إلى أن تركيا "نجحت بجدارة مثلما نجح الأردنيون من قبل بترويض فصائل بأكملها بوصفة مختصرة للاستعباد: دمر كل انتماءٍ لديهم.. وأفشل كل مشروعٍ يمثلهم، واستبعد كل صاحب قضية من بينهم، وسيّد عليهم كل وضيع. أطعمهم حد التخمة ثم جوعهم حد الموت وأخيراً ارمِ لهم الفتات مقابل تنفيذهم الأوامر".

ووسط صمت تركي حول هذه الخطوة، نفى المجلس الرئاسي الليبي، من جهته، صحة التسجيلات المصورة لمقاتلين سوريين في أحد المعسكرات بالعاصمة طرابلس.

وجاء ذلك في بيان للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المعترف بها دولياً، نشره المكتب الإعلامي للسراج، اليوم الأحد، مؤكداً أن هذه التسجيلات التقطت في مدينة إدلب.

وأشار البيان إلى أن حكومة الوفاق، ستلاحق قضائيا "كل من يساهم في نشر هذه الأكاذيب وغيرها من الافتراءات، والتي تعد محاولة يائسة لتشويه ما يحققه الجيش الليبي والقوات المساندة من انتصارات على المعتدين".

 

اقرأ أيضاً: ما حقيقة إرسال مقاتلين سوريين للمشاركة في معارك ليبيا؟

 

وكانت هيئة الأركان التابعة لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة أصدرت بياناً رسمياً يوم الأربعاء الفائت، نفت فيه إرسال قوات تتبع لها إلى ليبيا، مؤكدةً أن أولويتها الدفاع عن الشعب السوري ضد ميليشيات النظام وداعميه الروس والإيرانيين، والأحزاب الانفصالية التي تريد تمزيق الوطن.

ومن المرجح أن الجيش التركي قد اعتمد على مقاتلين سوريين بسبب عدم حصوله على تفويض رسمي من البرلمان من أجل التدخل بشكل علني في ليبيا، رغم تصديق البرلمان على مذكرة التفاهم التي تنص على التعاون العسكري والاقتصادي بين تركيا وحكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً في ليبيا.

ومن المتوقع أن يمرر حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بالتنسيق مع حليفه الحركة القومية قراراً بتفويض الجيش التركي بإرسال قوات إلى ليبيا، وذلك عندما ينهي البرلمان إجازته في الأسبوع الأول من شهر كانون الثاني/ يناير المقبل.