icon
التغطية الحية

كيف تخطط الصين لتأمين مزيد من الداعمين لخطة السلام التي وضعتها من أجل أوكرانيا؟

2024.09.27 | 06:50 دمشق

آخر تحديث: 27.09.2024 | 06:50 دمشق

وزير الخارجية الصيني في اجتماع لمجلس الأمن الدولي
وزير الخارجية الصيني في اجتماع لمجلس الأمن الدولي
POLITICO - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

تعمل الصين من خلف الكواليس في الأمم المتحدة وذلك لتحشد دعماً دولياً من أجل اتفاقية تسعى لإنهاء الحرب في أوكرانيا بناء على شروط تناسب روسيا، وذلك بحسب ما ورد في وثيقة رسمية صادرة عن الحكومة الأوكرانية.

فخلال هذا الأسبوع حضرت الحكومة الصينية اجتماعاً للجمعية العمومية لدى الأمم المتحدة وفي جعبتها خطة تسعى للحصول على دعم من دول أميركا اللاتينية وآسيا وأفريقيا بما أن هذه الخطة تسعى لتجميد خطوط القتال في أخطر نزاع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك بحسب وثيقة حصلت عليها بوليتيكو.

غير أن الولايات المتحدة تقف ضد هذه الاتفاقية وهذا ما يرعب المسؤولين الأوكرانيين، ولذلك نشروا الوثيقة بين أوساط الدبلوماسيين الذين اجتمعوا في نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العمومية.

تضارب مصالح

في المقترح الذي قدمته الصين، تحاول هذه الدولة إقناع الدبلوماسيين بدعم محادثات سلام تركز على "أخذ المصالح الأمنية لكل دولة بعين الاعتبار"، والهدف من ذلك "منع روسيا من خسارة" الحرب، وذلك بحسب ما ورد في تلك الوثيقة.

وهذه الورقة التي وضعتها الحكومة الأوكرانية قبل اجتماعات أممية رفيعة المستوى عقدت خلال هذا الأسبوع، لم تتطرق لمدى اطلاع كييف على استراتيجية الصين، إذ إن أوكرانيا أخذت تضغط هي أيضاً على عدة جبهات خلال هذا الأسبوع وذلك لتثني حلفاءها عن تبني الخطة التي تدعمها الصين، بيد أن البعثة الأوكرانية إلى الأمم المتحدة في نيويورك لم ترد عندما طلب منها التعليق على هذه الوثيقة.

تقوم خطة بكين في نيويورك على حشد دعم بعض الدول وذلك "لتشكيل مجموعة أساسية بوسعها أن تتوسع بسرعة مستقبلاً لتشمل دولاً أخرى في أفريقيا وأميركا اللاتينية وآسيا" بحسب ما ورد في الوثيقة.

وتسعى الصين للحصول على مصادقة تلك الدول على خطتها وذلك للبدء بمحادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا تتمحور حول مقترح صيني-برازيلي مشترك يضم ست نقاط نشر خلال شهر أيار الماضي، وتحث الوثيقة على: "عدم توسيع ساحة المعركة، وعدم تصعيد القتال، ووقف الاستفزاز من أي طرف"، وهذا بدوره سيتيح لروسيا مواصلة أعمالها العدائية بوتيرتها المكثفة الحالية إلى جانب استمرارها في احتلال الأراضي الأوكرانية. ويقوم الاقتراح المؤلف من ست نقاط على إقامة: "مؤتمر سلام دولي.. تعترف به كل من روسيا وأوكرانيا".

غير أن السفارة الصينية في واشنطن رفضت التعليق على فكرة كونها تعمل على حشد دعم هؤلاء الأطراف في الجمعية العمومية، وكررت التعبير عن رغبتها بالتوصل إلى حل دبلوماسي للحرب، وذلك لأن الصين: "تدعم كل المساعي التي تفضي إلى حل سلمي للأزمة" بحسب ما ذكره الناطق الرسمي باسم السفارة الصينية.

في حين رفضت وزارة الخارجية الأميركية التعليق على الضغط الدبلوماسي الذي مارسته بكين في الأمم المتحدة، وعبرت عن قلقها حيال المقترح الصيني-البرازيلي الذي يقضي بإطلاق محادثات سلام والذي يمثل جوهر تلك المساعي، وذلك لأن المقترح يغض الطرف عن "العدوان الروسي المستمر" ويتغاضى عن حماية سيادة أوكرانيا، بحسب ما أعلنه الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية والذي رفض الكشف عن اسمه نظراً لأنه غير مسموح له التحدث بطريقة مسجلة عن أمور دبلوماسية حساسة.

هذا وقد جرى تداول الوثيقة الأوكرانية بين الدبلوماسيين والمسؤولين في مقر الجمعية العمومية خلال هذا الأسبوع، وذكر أحد المسؤولين الأوروبيين لدى الأمم المتحدة بأن خطة السلام التي وضعتها الصين قد نوقشت في الاجتماع، لكنه لم يتطرق للحديث عن أي شيء بخصوص المساعي التي تنسق لها الصين للضغط نحو هذا الاتجاه.

مساع "استعمارية"

هذا ويواصل المسؤولون الأميركيون التأكيد على أن أي عملية سلام تخص أوكرانيا تتطلب دعماً كاملاً من كييف، إذ جاء على لسان وزير الخارجية الأميركي، أنطوني بلينكن، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول أوكرانيا عقد يوم الثلاثاء الماضي بأن: "السلام العادل والدائم يتطلب مشاركة وموافقة كاملة من أوكرانيا.. مع تحمل روسيا لتكلفة رأب الضرر الذي تسببت به"، وقد عبر مسؤولون أوروبيون عن المشاعر نفسها.

لكن بات من الواضح بأن أوكرانيا قلقة تجاه نجاح الخطة الصينية، ولهذا استغل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خطابه أمام الجمعية العمومية يوم الأربعاء الماضي لينتقد خطة السلام الصينية-البرازيلية، واصفاً إياها بأنها تمثل مساع "استعمارية"، كما حث دبلوماسيون أوكرانيون النواب الأميركيين على رفض خطة الصين بشكل رسمي، وذلك بحسب ما نقلته قناة بانشباول الإخبارية يوم الإثنين الماضي.

قد يخلق سعي الصين للحصول على تأييد الهند مشكلة لأوكرانيا، وذلك لأن كييف تتمنى أن تسهم نيودلهي في التوسط للتوصل إلى اتفاق سلام تقبل به أوكرانيا، بيد أن السفارة الهندية في واشنطن رفضت التعليق على الموضوع.

وفي حال تمكنت الصين من حشد عدد كبير من الدول لتأييد مقترحها، فبوسع ذلك أن يتيح لبكين الترويج لذلك على اعتبار أنه دليل على أن أغلب دول العالم تؤيد شروط بكين من أجل محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، وذلك بحسب ما ورد في الوثيقة. ومن المقرر أن يجري الكشف رسمياً عن خطة محادثات السلام خلال الشهر المقبل في اجتماع لمجموعة دول البريكس التي تمثل دولاً ذات اقتصادات صاعدة، وتضم كلاً من البرازيل والهند وروسيا والصين، وهذا الاجتماع سيقام في مدينة كازان الروسية خلال الشهر المقبل بحسب ما ورد في الوثيقة.

غير أن السفارتين الروسية والبرازيلية في واشنطن والبيت الأبيض لم تردّا عندما طلب منهم التعليق على الموضوع.

وسيط لا يهمه أحد

هذا وتتزامن التحركات الدبلوماسية لبكين مع مساعي زيلينسكي التي قام بها خلال هذا الأسبوع وذلك بهدف حشد الدعم في الأمم المتحدة وفي واشنطن من أجل "خطة النصر" الساعية لإنهاء الحرب.

أما في الوقت الحالي، فلا أحد من حلفاء أوكرانيا يقبل بتنصيب الصين كوسيط غير مكترث بأحد، فقد اتهم المسؤولون الأميركيون الصين بإطالة أمد الحرب وذلك عبر مد روسيا بمساعدات عسكرية، غير أن بكين أنكرت تلك المزاعم.

وفي مقر الأمم المتحدة، كان زيلينسكي هو الشخص الوحيد الذي احتشد حوله كثيرون، وهذا ما دفع الرئيس الأستوني، ألار كاريس، للتصريح لبوليتيكو يوم الأربعاء الماضي بالقول: "إن خطة السلام الوحيدة التي نقبل بها في الوقت الراهن هي خطة الرئيس زيلينسكي".

 

المصدر: Politico