icon
التغطية الحية

في مجلس الأمن.. مسؤول أممي يسرد أكبر 4 مآسٍ يواجهها السوريون

2020.12.18 | 15:50 دمشق

592543a44.jpg
يو إن نيوز- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

مع قرب انتهاء عام آخر من الحرب، "ما تزال العائلات في سوريا متعبة بعد عقد من النزاع" بحسب ما ذكره منسق الإغاثة الطارئة الأممية أمام مجلس الأمن يوم الأربعاء الماضي.

ففي مؤتمر عقد عبر الشابكة، ذكر مسؤول الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة، السيد مارك لوكوك بأن الملايين يعيشون بلا مأوى، وأصبحوا فقراء وتعرضوا للصدمة والمعاناة بسبب إحساسهم بالخسارة الشديدة على المستوى الشخصي حسب وصفه.

اقرأ أيضاً: أردوغان يعلن عن خطة لإغاثة النازحين من إدلب

فلقد تسبب تراجع الاقتصاد، ووباء كورونا وارتفاع معدل انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، بارتفاع العدد الإجمالي للمحتاجين إلى نسب قياسية.

وقد شكر السيد لوكوك المانحين الذين يساهمون في مساعدة الأسر والعائلات خلال فصل الشتاء، وتحدث عن عملية التوزيع الجارية والتي من المقرر أن تصل إلى أكثر من ثلاثة ملايين محتاج، لكنه أعرب عن أسفه نظراً لأن: "التمويل الحالي.. لن يسمح لنا بالوصول إلى 2.3 مليون محتاج"، ولهذا أكد السيد لوكوك على أنهم بحاجة للمزيد من التمويل.

صدمة فيروس كورونا

 بالرغم من أن فحوصات وتحاليل كورونا كانت محدودة إلا أنها بينت استحالة تقدير مدى تفشي الفيروس في سوريا نظراً لإشغال أسرة المشافي بشكل كامل في عدد من المحافظات، وتضاعف الحالات التي ظهرت في المدارس ثلاثة أضعاف خلال شهر تشرين الثاني بحسب ما ذكره مسؤول الإغاثة في الأمم المتحدة، حيث قال: "إلى جانب الأضرار الصحية المباشرة، فإننا قلقون للغاية حيال الآثار الثانوية للجائحة، والتي تشمل الحرمان من التعليم".

وأشار السيد لوكوك إلى أن تحليلاً أصدرته منظمة "أنقذوا الأطفال"، ورد فيه بأن تفشي وباء كورونا وزيادة الفقر أسهما بعدم ذهاب ثلثي الأطفال في الشمال السوري إلى المدرسة.

التدهور الاقتصادي

رسم مسؤول الإغاثة الإنسانية في الأمم المتحدة صورة للأزمة الاقتصادية التي تسببت بشح في الخبز المدعوم والوقود، بالرغم من تضاعف أسعار هاتين المادتين منذ شهر أيلول الماضي، حيث قال: "لقد أصبح سعر السوق لسلة غذائية قياسية أعلى من أي وقت مضى" وذلك منذ أن قام برنامج الغذاء العالمي بمراقبة وضبط الأسعار في عام 2013، ونوه إلى أن أكثر من 80% من العائلات النازحة في عموم سوريا ذكرت بأن دخلها لا يغطي احتياجاتها.

اقرأ أيضاً: منظمة الأغذية الـ(فاو) تقدّم 400 طن من القمح لفلاحي دير الزور

ولقد أوضح السيد لوكوك التأثير السيء لذلك على الفئات الأكثر ضعفاً في شمال غربي سوريا، منوهاً إلى ظهور زيادة بنسبة 5% في حالات تقزم الأطفال، و37% من سوء التغذية بين صفوف الأمهات النازحات.

توصيل المواد الأساسية

وبالانتقال إلى عملية توصيل المساعدات الإنسانية، تحدث السيد لوكوك حول مدى ضعف عمليات الإغاثة الإنسانية في شمال شرق البلاد، حيث قال: "عندما يتم تعليق المساعدات، لابد أن تعاني الفئات الأشد حاجة. ثم إن القانون الإنساني الدولي يفرض على كل الأطراف أن تسمح وأن تسهل عملية تمرير المساعدات الإغاثية الإنسانية للمحتاجين من المدنيين بسرعة ودون أن تقف في طريقها".

وتطرق السيد لوكوك إلى الحديث عن حادثة موقد للطبخ يعتمد على الكيروسين والذي تسبب بإشعال حريق خلال الأسبوع الماضي أودى بحياة ثلاثة أطفال بمخيم الهول، ثم علق بالقول: "ببساطة لا يتوفر مكان لآلاف الأطفال يمكن أن ينشؤوا ويكبروا فيه".

ولقد أكد السيد لوكوك أيضاً على أهمية تأمين بنية تحتية محمية، والتي تعتبر ضرورية لبقاء المدنيين على قيد الحياة، كما شدد على ضرورة وصول الفرق التقنية بشكل آمن إلى شبكات المياه والكهرباء لتوفير تلك الخدمات دون أي انقطاع.

ضرورة التوصل إلى حل سياسي

في الوقت ذاته نوه المبعوث الخاص الأممي السيد غير بيدرسون إلى أنه بعد مرور عشر سنوات تقريباً على النزاع، لم تقدم العملية السياسية للشعب السوري أي شيء بل إن هذا الشعب: "ما يزال يعاني بشدة" سواء داخل سوريا أو خارجها، وأوضح بأن: "الحل السياسي وحده يمكن أن ينهي هذه المعاناة، وأن يمنع تجدد النزاع وعدم الاستقرار، وأن يحمي المدنيين في سوريا والمنطقة من أي خطر كبير آخر"، وأضاف بأن "الهدوء النسبي منذ شهر آذار، واللجنة الدستورية هما ما يعول عليهما للقيام بالمزيد" حسب وصفه.

اقرأ أيضاً: عدمية القرار الأممي /2254/ في الوصول للحل السياسي

توقعات المستقبل

مع توقع ما سيحدث في عام 2021، توسع السيد بيدرسون في حديثه عن الحاجة لوقف إطلاق النار في مختلف أنحاء سوريا، إلى جانب صياغة مشروع دستوري موضوعي، مع بذل "جهود أكبر لمواجهة مجموعة كاملة من القضايا والمشكلات بالإضافة إلى القيام بإجراءات لخلق حالة من الثقة والتحرك خطوة بخطوة"، وأضاف: "إن هذا يتطلب شكلاً جديداً مع التعاون الدولي حيال سوريا، إلى جانب جلوس الفاعلين الأساسيين إلى طاولة الحوار، وطرح القضايا الأساسية على تلك الطاولة".

اقرأ أيضاً: بيدرسون: لا يوجد جدول زمني واضح لمحادثات لجنة الدستور السورية

وبالنسبة للانقسامات العميقة في سوريا والمنطقة وعلى المستوى الدولي، اعترف المبعوث الأممي بأن التوصل لإجماع حول طريقة تحقيق خطوات مشتركة ومتبادلة إلى جانب التوصل لدبلوماسية بناءة حول سوريا أمر غاية في الصعوبة، وأضاف: "ومع ذلك فإنني على قناعة تامة بأن هذا ممكن، وبأن هنالك مصالح مشتركة ستدفع نحو قيام كل ذلك".

اقرأ أيضاً: "العدالة التصالحية" في إحاطة بيدرسون.. ما مغزاها؟

وخلص المبعوث الخاص إلى القول بإنه بفضل دعم مجلس الأمن، بوسعه أن يواصل سعيه لتقييم الأمور وإشراك الأطراف السورية والدولية في تحديد طرق جديدة وإضافية هدفها دفع العملية نحو الأمام.

 المصدر: يو إن نيوز