icon
التغطية الحية

فشل مفاوضات تركيا وروسيا حول إدلب.. والمعركة نحو تكتيكات جديدة

2019.12.31 | 11:34 دمشق

photo_2019-12-30_16-39-31.jpg
رتل للجيش الوطني يتجه إلى إدلب (إنترنت)
تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

انتهت مؤخراً جولة مفاوضات طويلة بين الجانبين التركي والروسي حول مستقبل محافظة إدلب وما حولها، دون التوصل إلى نتائج محددة يمكن العمل على تطبيقها.

واستمرت المفاوضات لمدة أسبوع كامل، حيث توجه وفد تركي عسكري واستخباري إلى العاصمة موسكو قبل سبعة أيام، من أجل بحث ملف إدلب وإعادة الهدوء إلى المنطقة مع روسيا.

 

إصرار روسي على عودة مؤسسات النظام إلى إدلب

علم موقع تلفزيون سوريا من مصادر مطلعة على المفاوضات التركية – الروسية، أن الأخيرة تمسكت بشرط عودة مؤسسات النظام للعمل في محافظة إدلب بما فيها جهاز الشرطة، مع رفع أعلام النظام على الدوائر الخدمية، بالإضافة إلى اشتراطها إخلاء المدن الواقعة على الطرق الدولية التي تصل دمشق بحلب، وحلب باللاذقية من مقاتلي فصائل المعارضة السورية، بالإضافة إلى بعض التلال في ريف اللاذقية، مقابل إيقاف الحملة العسكرية وقصف المدنيين.

ولم تبد تركيا موافقتها على تلك البنود وأكدت لروسيا أنها لا تضمن موافقة الفصائل السورية على مثل هذه الشروط.

وتحاول روسيا إقناع تركيا بعدم معارضة سيطرة قوات الأسد على المنطقة المنزوعة السلاح التي يبلغ عمقها 20 كيلومتراً، والممتدة من جسر الشغور غرب إدلب حتى قرى كفرحمرة وحريتان شمال غرب حلب، بحجة أن فصائل المعارضة التي ضمنتها تركيا لم تلتزم ببنود اتفاق سوتشي التي تنص على سحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة المنزوعة السلاح، وإخراج التنظيمات المتشددة منها.

 

روسيا تغيّر في تكتيك المعركة

أكد قيادي في الجبهة الوطنية للتحرير التابعة للجيش الوطني السوري أن روسيا تعمل في الوقت الحالي على تغيير تكتيكها في الهجوم على محافظة إدلب.

وأفاد القيادي - الذي طلب عدم ذكر اسمه – في تصريحات لموقع تلفزيون سوريا أنه بعد فشل الحملات المتكررة على تلة "كبانة" (الكبينة) بريف اللاذقية تخطط قوات الأسد بدعم من روسيا لتوسيع محور المعارك في المنطقة، بحيث يشمل جميع التلال في جبلي "التركمان" و "الأكراد" بما فيها "الحدادة" و"تردين" و"كبانة " و"التفاحية".

ومن المرجح أن تجدد قوات الأسد والميليشيات المدعومة من روسيا بالتزامن مع عمليات ريف اللاذقية هجومها على مناطق استراتيجية في "سهل الغاب" بريف حماة وبالأخص "حرش الكركات" الذي شهد نشاطاً غير اعتيادي لتلك الميليشيات مؤخراً.

وأشار القيادي إلى أن روسيا وقوات الأسد يخططان لفتح محاور قتال جديدة إلى جانب ريف اللاذقية في مناطق جنوب غرب حلب، في المحور الممتد من قرية "زمار" حتى قرية "خان العسل"، مؤكداً نقل قوات ووحدات مدفعية هجومية من قبل قوات الأسد وروسيا إلى هذه المناطق.

ونفى القيادي الأنباء المتداولة عن وجود اتفاق على هدنة في المنطقة مقابل فتح الطرقات الدولية، وأكد أن قوات الجيش الوطني التي دخلت إلى إدلب بدأت بالتوجه إلى محاور القتال وليس إلى المدن المحاذية للطرقات الدولية كما يتم تداوله.

 

تعزيزات الجيش الوطني تصل إدلب

وصلت تعزيزات عسكرية تتبع للفيلقين الثاني والثالث في الجيش الوطني السوري إلى محافظة إدلب مساء أمس الإثنين، بعد ساعات من انتهاء المفاوضات التركية – الروسية في موسكو.

وانطلقت أولى الدفعات من مقاتلي الجيش الوطني من مدينة عفرين إلى مدينة إدلب لتقديم الدعم العسكري في المعارك جنوب وشرق المدينة وبالتحديد محاور معرة النعمان وحيش وتلمنس، وبحسب تصريحات قادة في الجيش الوطني ستضم الدفعة الأولى 1500 مقاتل مع أسلحتهم وذخائرهم إضافة لاسلحة متوسطة وثقيلة تتضمن قواعد ومنصات إطلاق صواريخ إضافة لرشاشات مضادة للطيران من عيار 23 مم.

وتوجه المئات من مقاتلي الجيش الوطني السوري إلى خطوط خلفية، تمهيداً لانتقالهم لاحقاً إلى نقاط الاشتباك والمواجهة تحت إشراف غرفة العمليات المشتركة التي تجمعهم مع الجبهة الوطنية للتحرير.

وشملت تعزيزات "الجيش الوطني" عناصر مشاة من النخبة مدعومين بقواعد صواريخ مضادة للدروع مع قذائفها، بالإضافة إلى قناصات خاصة بمواجهة عمليات التسلل لقوات المشاة، وأسلحة رشاشة بعيدة المدى.

ومن المقرر أن ترسل الفيالق الأخرى قوات دعم إلى محافظة إدلب خلال الساعات والأيام القادمة، ستركز بدرجة أساسية على قوات خاصة وأسلحة نوعية من شأنها إحداث الفارق على الأرض.

وتأتي تحركات الجيش الوطني السوري بعد مفاوضات طويلة استمرت لأكثر من أسبوع خاضتها الجبهة الوطنية للتحرير مع هيئة تحرير الشام من أجل السماح باستقدام قوات من شمال حلب باتجاه إدلب، حيث وافقت الهيئة على دخول القوات باستثناء مقاتلي جيش الإسلام وفرقة المعتصم ولواء سليمان شاه.