icon
التغطية الحية

دراسة ترصد سلسلة التطورات الأخيرة في إدلب.. إلى ماذا تشير؟

2020.09.20 | 14:43 دمشق

qqqqq433233.png
تدريبات عسكرية روسية- تركية في إدلب- آب 2020 (وكالات)
إسطنبول ـ متابعات
+A
حجم الخط
-A

رصدت دراسة لـ"معهد دراسات الحرب" (ISW)  ترجمها مركز "إدراك للدراسات والاستشارات" سلسلة التطورات الأخيرة في إدلب، مشيرة إلى أن هجوم النظام قد يكون وشيكاً هناك.

مؤشرات على نية تركيا الانسحاب من بعض المناطق

جاء في الدراسة، أن تركيا قد وافقت على التنازل عن السيطرة على مناطق في جنوب إدلب لنظام الأسد، في اجتماع مع روسيا في 16 أيلول الجاري، واعتبرت أنه إذا كانت المعلومات عن اتفاق كهذا صحيحة، فمن المحتمل أن يكون هجوم النظام على إدلب وشيكاً.

وتوقعت أن المنطقة التي من المرجح أن تركيا تنازلت عنها هي المنطقة الواقعة جنوب الطريق السريع M4، وهي ذات المنطقة التي وافقت تركيا على السماح بمرور دوريات روسية فيها في آذار 2020، مع الاحتفاظ بقواتها فيها أيضاً، ومن ضمنها وحدات المدفعية.

الدراسة أشارت إلى أن تركيا خفضت وتيرة قوافلها اللوجستية العسكرية، وقالت "عادة ما ترسل تركيا قوافل تحمل الإمدادات والقوات الدورية إلى مواقعها العسكرية في إدلب كل يوم أو يومين، لكنها قلصت هذا النشاط إلى ثلاث قوافل فقط في الأيام الـ 13 الماضية (قافلتان في 10 أيلول، قافلة واحدة في 18 أيلول)"، لكنها أوضحت أنه "صحيح أن تقليل عدد القوات التركية وانخفاض نشاطها على طول خطوط الإمداد الأرضية قد يكون مجرد دليل من طرف تركيا على حسن النية حيث كانت المفاوضات مع روسيا جارية، ولكنه يمكن أن يكون أيضاً خطوة مبكرة باتجاه تنفيذ اتفاق تقليل الوجود التركي في المنطقة".

وتابعت أن انسحاب القوات التركية من إجزاء في إدلب -في حال حدوثه- سيمثل إعادة نظر في اتفاقية "خفض التصعيد" التي وقعتها روسيا وتركيا في 5 آذار 2020، وفق الدراسة.

كما أنه -وفق الدراسة- من المحتمل جداً أن تواجه تركيا ردَّ فعلٍ عنيفاً من العناصر المحسوبة على تنظيم "القاعدة"، والمدنيين المحليين، وحتى قوات المعارضة المدعومة منها بسبب تفاوضها (تفريطها) بالأراضي التي تسيطر عليها المعارضة.

استعدادات أجراها النظام مؤخراً

تقول الدراسة إنه، منذ اتفاق خفض التصعيد في 5 آذار الفائت، الذي وقعته روسيا وتركيا، جلبت قوات نظام الأسد الكثير من التعزيزات إلى جبهات إدلب. وطوال الفترة نفسها لم تتوقف الاشتباكات المحدودة في الخطوط الأمامية، والأمر نفسه بالنسبة للمدفعية والضربات الجوية المحدودة للنظام وروسيا، على الرغم من اتفاقية "خفض التصعيد".

وتضيف أنه في تموز الفائت، ازدادت وتيرة الهجمات من طرف النظام على البلدات الواقعة في خط المواجهة مما شكل اختباراً لدفاعات فصائل المعارضة. لدرجة أصبحت الغارات الجوية الروسية وقصف النظام لمواقع المعارضة أمراً شبه يومي، ومن المحتمل أن هذه الزيادة في وتيرة العمليات ليست إلا وسيلة لتحسين شروط التفاوض من طرف روسيا ونظام الأسد ضد تركيا، بحسب الدراسة.

ويقدر "معهد دراسات الحرب" أن استئناف هجوم النظام مدعوماً من روسيا ضد إدلب ليس احتمالاً راجحاً إلا في حال حصلت روسيا على ضوء أخضر من تركيا للقيام بذلك مقابل تنازلات في أماكن أخرى. لذلك لا يرجح المعهد حدوث هجوم جديد وشيك من طرف النظام بناء على مؤشر تصاعد واستمرار النشاط القتالي المحدود وحدَه، (وإنما بناء على مؤشرات أخرى إلى جانب هذا المؤشر).

ما مكاسب تركيا من الانسحاب؟

ليس من الواضح ماهية التنازلات التي قد تكون تركيا حصلت عليها من روسيا مقابل الانسحاب، بحسب الدراسة، فربما تكون روسيا قد وعدت بإجبار نظام الأسد على السماح لتركيا بمهاجمة وجود "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في منطقة تل رفعت، وقد زعم مصدر سوري في 17 أيلول، أن روسيا رفضت طلب الوفد التركي بتسليم المراكز المدنية الرئيسية في تل رفعت ومنبج خلال اجتماع 16 أيلول، وقد تكون روسيا قد قدمت أيضاً تنازلات تتعلق بشمال شرقي سوريا أو ليبيا أو التعاون الدفاعي أو غيرها من المجالات التي يكون للطرفين مصالح فيها.