icon
التغطية الحية

بعد التطبيع.. إسرائيل تقول إنّها ستزوّد السودان بالقمح

2020.10.26 | 16:43 دمشق

qmh_alswdan.jpg
السودان يأمل في خفض فاتورة استيراد القمح (إنترنت)
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين: إنّ بلاده ستزوّد السودانَ بالقمح، وذلك بعد اتفاقِ الطرفَين على تطبيع العلاقاتِ بينهما.

ونشر "نتنياهو" تغريدة على حسابه في "تويتر" جاء فيها "نتطلع إلى سلام دافئ وسنرسل على الفور ما قيمته خمسة ملايين دولار مِن القمح لـ أصدقائنا الجدد في السودان".

وسبق أن أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، يوم السبت الفائت، أن بلاده ستقدم "81 مليون دولار مِن المساعدات مِن أجل الاستجابة للأزمة الإنسانية في السودان".

يأتي ذلك، عقب اتفاق تطبيع للعلاقات بين السودان وإسرائيل جرى برعاية أميركية.

اقرأ أيضاً.. بوساطة أميركية.. إسرائيل والسودان يتفقان على تطبيع العلاقات

 

السودان يستهلك مليون طن مِن القمح سنوياً

تفيد الإحصاءات الرسمية أن السودان يستهلك مليوني طن مِن القمح سنوياً، ويعتمد على الواردات بشكل كبير، حيث تسبّب ارتفاع سعر الخبز بنحو ثلاثة أضعاف، أواخر العام 2018، باندلاع الاحتجاجات ضد "البشير"، والتي أدت إلى الإطاحة به.

وتعدّ الفجوة الغذائية مِن القمح هي التحدي الأكبر الذي يواجه السودان، وتلقي بالعبء على الميزانية نتيجة لـ عملية استيراده، وتحاول الحكومة تغطية 30 في المئة مِن الاستهلاك المحلي للقمح المنتج محلياً، وتلزم المزارعين ببيع محاصيلهم لـ صالح المخزون الإستراتيجي عبر أسعار تركيزية يعدّها المزارعون ضعيفة ولا تتناسب مع كلفة الإنتاج.

ولـ تغطية الفجوة في محصول القمح وقّعت الحكومة السودانية مع "برنامج الغذاء العالمي"، يوم 13 نيسان الماضي، اتفاقية لـ استيراد 200 ألف طن متري مِن القمح، وتعادل هذه الكمية نحو 10 في المئة مِن واردات القمح المطلوبة للسودان لـ عام 2020، حيث سبق أن استوردت عام 2019، نحو 2.7 مليون طن مِن القمح والطحين بقيمة مليار ومئة مليون دولار.

وحسب صحيفة "الشرق الأوسط" فإنّ القطاع الزراعي يعدّ مِن أكبر القطاعات الاقتصادية في السودان ويعتمد 80 في المئة مِن السودانيين على الزراعة، ويشارك القطاع الزراعي بنحو 44 في المئة مِن إجمالي الناتج المحلي، ويعدّ المحرك الرئيسي للصناعات الزراعية ومدّها بالمواد الخام.

ويمتلك السودان - بعد انفصال جنوبهِ - نحو 170 مليون فدان (فدّان = 4200 مترمربع) صالحة للزراعة، إلّا أنّ المستغل منها لا يتجاوز 25 في المئة، ما دفع الحكومة الانتقالية في السودان إلى الإعلان عن مشاريع قوانين وخطط مدروسة يجري العمل عليها مِن أجل خلق بيئة استثمارية جاذبة لرؤوس الأموال العربية والأجنبية، خصوصاً في القطاع الزراعي، للاستفادة من المقومات الطبيعية التي يتمتع بها السودان لتحقيق الأمن الغذائي المحلي والعربي.

اقرأ أيضاً.. ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات والسيول في السودان

يعتبر السودان واحد مِن أكبر ثلاث بلدان في القارة الإفريقيّة مِن حيث المساحة وواحد مِن أهم بلدان العالم التي تتوافر فيه المياه والأراضي الزراعية الصالحة للزراعة بما يقارب أكثر مِن ثلث إجمالي مساحته، مما يجعله "سلة غذاء" عالمية.
 

السودان يعيش صعوبات اقتصادية

يعيش السودان منذ الإطاحة برئيسه السابق عمر البشير، مرحلة انتقالية يتقاسم فيها عسكريون وقادة الحركة الاحتجاجية إدارة البلاد لـ حين إجراء انتخابات عامة مقرّرة في العام 2022.

وتواجه الحكومة الانتقالية صعوبات اقتصادية في ظل انخفاض حاد بقيمة العملة المحلية (الجنيه السوداني)، الأمر الذي زاد مِن الأصوات المنادية برفع العقوبات التي فرضتها واشنطن على السودان، منذ تسعينيات القرن الماضي، بعد إدراجه على قائمة "الدول الراعية للإرهاب".

وقبيل التصريح بشأن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان، أعلنت الإدارة الأميركية أنّ الرئيس (دونالد ترامب) وقّع على قرار سحب السودان رسمياً مِن لائحة "الدول الراعية للإرهاب"، وبعد الإعلان عن تطبيع العلاقات ذكر رئيس الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ "إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية ستساعدان السودان على تجاوز المرحلة الانتقالية".

ويعتبر السودان البلد العربي الثالث الذي يعلن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، خلال نحو شهرين، بعد الإمارات والبحرين اللتين وقَّعتا على اتفاق التطبيع في واشنطن، منتصف شهر أيلول الفائت، في حين كانت مصر أول دولة عربية توقع "اتفاقية سلام" مع إسرائيل عام 1979، ولحقتها الأردن عام 1994.

ويحمل تطبيع العلاقات مع السودان رمزية كبيرة، فعقب حرب 1967 التي احتلت خلالها إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة، اجتمع أغلب الزعماء العرب في قمة بالعاصمة السودانية الخرطوم، وتبنّوا قراراً يُعرف باسم "اللاءات الثلاث" (لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع إسرائيل).

إعلان تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان، أثارَ ردود فعل متباينة إذ اعتبره البعض "خيانة"، بينما رأى آخرون فيه وسيلة لـ إنقاذ الاقتصاد المتدهور.

اقرأ أيضاً.. دعوات إلى مظاهرات شعبية في السودان لإسقاط التطبيع مع إسرائيل