icon
التغطية الحية

النظام يفتتح مدارس القنيطرة دون إجراءات وقائية من كورونا

2020.09.14 | 12:07 دمشق

photo_2020-09-14_08-43-37.jpg
أطفال في مدرستهم بمحافظة القنيطرة (خاص تلفزيون سوريا)
القنيطرة - زين الجولاني
+A
حجم الخط
-A

رغم أن العالم يتجهز لموجة جديدة من فيروس كورونا ويشدد احتياطاته، إلا أن حكومة النظام افتتحت المدارس في مناطق سيطرتها، بشكل كامل مع عدم اتخاذ أي إجراءات للوقاية من إصابة الطلاب والمدرسين.

ففي القنيطرة بدأ العام الدراسي الجديد في جميع مدارس المحافظة في ظل انتشار واسع للفيروس فضلا عن إهمال حكومة النظام للمدارس والتجهيزات اللازمة للبدء بالعام الدراسي الجديد، وبينما تتبع دول العالم استراتيجيات التعليم عن بعد للأطفال وطلاب الجامعات في ظل  الجائحة فإن النظام يصرعلى  سير العملية التعليمية في مدارسه بشكل تقليدي من دون اتخاذ أي إجراء وقائي أو تأجيل افتتاح المدارس إضافة إلى إلغاء يوم من أيام العطلة.

photo_2020-09-14_08-43-20 (2).jpg
اليوم الأول من بدء التعليم في القنيطرة (خاص تلفزيون سوريا)

 

بداية العام الدراسي دون إجراءات وقائية من فيروس كورونا

بدأ يوم أمس الأحد الدوام الرسمي في المدارس بمحافظة القنيطرة بعد انقطاع لأكثر من ستة أشهر بسبب كورونا ويقول المعلم علي الحسين والذي يعمل في مدرسة بالمحافظة، في حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا إن الوضع في المدارس أشبه بالكارثة، فالصف الواحد يضم ما بين ٣٥ إلى ٤٥  طالباً، وخاصة في المراحلة الأولى, وليس هناك أيّ مجال لتخفيف عدد الطلاب، ولا لتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي بينهم.

ويضيف "الحسين" أنه ليس لدى مديرية التربية خطط جدية لتقسيم الدوام على مراحل أو تخفيف المنهاج أو عدد الساعات التعليمية، فالإجراء الوحيد الذي سيطبق هو توزيع "كمامات" بشكل مجاني على المعلمين فقط دون الطلاب، إضافة إلى ذلك أصدرت التربية قرارات جديدة تشدد على ضرورة التزام الطلاب بالدوام فلن يسمح للطلاب بالتغيب لمدة تزيد على أربعة أيام من دون تقرير طبي مصدق من الصحة المدرسية.

photo_2020-09-14_08-43-29.jpg
اليوم الأول من بدء التعليم في القنيطرة (خاص تلفزيون سوريا)

 

الانهيار الاقتصادي سبب يمنع الطلاب من الالتحاق بمدارسهم

الخوف من الإصابة بفيروس كورونا ليس العائق الوحيد أمام أهالي الطلاب، فالعجز المالي نتيجة قلة فرص العمل وانهيار الاقتصاد السوري يمنعهم من تغطية نفقات أبنائهم من الطلاب فعلى الرغم من مجانية التعليم إلا أن تأمين القرطاسية ومستلزمات الطلاب يتطلب مبالغ طائلة تفوق قدرة الموظفين ومحدودي الدخل.

يقول عمر النعيمي من أهالي ريف القنيطرة الجنوبي يعمل موظف في إحدى مؤسسات الحكومة أنا لم أرسل أولادي الثلاثة إلى المدرسة بسبب عدم مقدرتي على شراء القرطاسية والملابس الخاصة بالمدارس لأطفالي وربما أحتاج أسبوعاً آخر حتى أستطيع تأمين المبلغ اللازم.

ويضيف "النعيمي" وصل سعر الحقيبة المدرسية في سوريا إلى أكثر من 15 ألف ليرة، أما القلم فبلغ سعره أكثر من 150 ليرة والدفتر الواحد يتراوح سعره من 350 ليرة سورية ويصل سعره إلى 4000 ليرة، فيما يكلف اللباس المدرسي على الأقل 12 ألف ليرة لطلاب المرحلة الأولى، وقد تصل كلفته إلى 45 ألف ليرة لطلاب المرحلة الثانوية، بينما يبلغ راتبي 47 ألف ليرة سورية ما يجعلني أبحث عمن أستدين منه التكاليف لأرسل أطفالي إلى المدرسة.

photo_2020-09-14_08-43-06.jpg
اليوم الأول من بدء التعليم في القنيطرة (خاص تلفزيون سوريا)

 

تراجع التعليم في المناطق التي أجرت "تسوية" مع النظام

فيروس كورونا وغلاء أسعار مستلزمات التعليم للطلاب هي أحد العوامل فقط، فتراجع العملية التعليمية في المناطق التي سيطر عليها النظام مؤخراً خاصة محافظة القنيطرة والمناطق التي شهدت عمليات تسوية فالمدارس مازالت غير مجهزة بالمستلزمات والكوادر التدريسية فضلا عن النقص الكبير بالمقاعد الدراسية، ونقص في مدرسي المواد العلمية كالعلوم والرياضيات، واللغة الإنجليزية والفرنسية.

مصادر في مديرية التربية بالقنيطرة قالت لـ موقع تلفزيون سوريا إن غالبية المعلمين الحاليين يعملون في نظام الساعات ولا يحملون شهادات جامعية في اختصاصاتهم وغالبيتهم من النساء حيث لا وجود للشباب بعد تهجير قسم كبير منهم وسحب القسم الآخر إلى الخدمة الإلزامية في قوات الأسد.

وأضافت المصادر في حديثها أن أعداد الطلاب في القنيطرة تراجع بشكل كبير بسبب سوء الحالة التعليمية الذي يتسبب به النظام، إضافة إلى انقطاع الطلاب لعامين بشكل كامل عن الدراسة بسبب القصف والحصار قبل سيطرة النظام على المحافظة بشكل كامل، لكن النظام يسعى الآن إلى إفشال التعليم في هذه المناطق، عبر عدم تقديم الدعم الكافي للمدارس من كتب ومقاعد وتدفئة وكادر مختص.