icon
التغطية الحية

النسخة الروسية من الحروب الدينية.. كنيسة محمولة جواً! (فيديو)

2018.11.17 | 11:11 دمشق

كنيسة أرثوذكسية تابعة للقوات الروسية (الجيش الروسي)
عمر الخطيب - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

مما لاشك فيه أن الإسقاط المظلي أصبح أمراً عادياً في الحروب لنقل الجنود إلى ما وراء خطوط العدو، أو لإسقاط المؤن والذخيرة، ولكن الإسقاط المظلي عند الجيش الروسي، كما يبدو، له استخدام جديد قد يراه البعض ثورياً في عالم الحروب الدينية بنسختها الروسية.

في مقطع فيديو بثته إحدى القنوات الروسية تظهر أعداد كبيرة من المظلات وهي تغادر طائرة IL-76 الروسية، وعند وصولها للأرض، يظهر أن عدداً من المظلات يحمل صناديق خشبية يحتوي بعضها على قطع كبيرة من القماش، التي شكلت عند تجميعها مبنى قماشي متوسط، في حين أن بعض الصناديق الأخرى تحوي رموزاً وأيقونات وصوراً دينية، ليكتمل المشهد بكنيسة صغيرة تم تشييدها في أقل من ساعة، مع كل المستلزمات بالإضافة لرجال الدين الذين استخدموا المظلات أيضاً.

المقطع نشره أحد الحسابات الأوكرانية على تويتر ورأى المغرد "إيوان ماكدونالد" أنه يظهر تطوراً روسياً جديداً في مجال الصراع الديني: "كنيسة أرثوذكسية روسية قابلة للنفخ تكملها أيقونات ورموز دينية يمكن نقلها في طائرة نقل عسكرية من طراز IL-76 مباشرة إلى منطقة الحرب.. جاهز للخدمات في غضون ساعة"، ويعلق أحد المتابعين على الفيديو والتغريدة بأن الفيديو ربما قديم ظهر في عام 2013 ليرد عليه بأن هذا "مبهر" فهو يدل على أن هناك العشرات من هذه الكنائس الآن بحوزة الروس.

وظهرت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية كداعم قوي لحروب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فهي قالت عن احتلال جزيرة القرم الأوكرانية من قبل روسيا بأنه واجب مقدس، ووصفت حرب الكرملين على سوريا بـ"الحرب المقدسة" كما أرسلت بعض رجال الدين لمباركة أفعال الجنود الروس وتدميرهم سوريا فوق رؤوس أهاليها.

ويذكر أن "جوزيف ستالين"، رئيس الاتحاد السوفييتي إبان الحرب العالمية الثانية، أعاد الاعتبار للكنيسة، التي تم تحييدها عقب الثورة البلشفية 1917 في روسيا، حيث رأى ستالين أن وجود رجال الكنيسة الروسية إلى جواره في الحرب سيساهم في رفع الروح المعنوية لجيشه، وقام بوتين الذي يرى أن التعاون بين حكومته وبين الكنيسة الروسية ضروري بتنشيط ودعم دور الكنيسة حتى أنه قال، في 2014 بعد احتلال القرم، إن "استرجاع" الجزيرة ضرورة مقدسة لروسيا لأن أحد أمراء روسيا القيصرية حصل على "العماد" فيها.
 

حفتر مع طباخ بوتين

ونبقى مع روسيا ولكن مع صورة للضابط الليبي السابق "خليفة حفتر" تم تداولها على موقع تويتر والصورة من اجتماع حفتر أثناء زيارته إلى موسكو مع وزير الحرب الروسي "سيرجي شويجو"، وبطبيعة الحال الصورة لم تظهر على المواقع الروسية.

المثير بالصور المتداولة هو ظهور رجل الأعمال الروسي المقرب من بوتين "يفغيني بريغوجين" والمعروف بـ "طباخ بوتين"، وسبب اهتمام رواد تويتر هو أن بريغوجين يدير مجموعة "فاغنر" التي تمتلك جيشاً من المرتزقة الذين يقاتلون لحساب الكرملين في سوريا وأوكرانيا، وكما هو واضح فطباخ بوتين هو المدني الوحيد في الاجتماع بين حفتر وشويجو ولم يكن هناك لكي "يقدم الحساء" كما قال أحد المغردين.

الصور التي كشفت مشاركة صاحب مجموعة "فاغنر" ظهرت في فيديو مسرب نشرته صحيفة "نوفايا غازيتا" الروسية المعارضة، والفيديو كما يبدو نشرته إحدى القنوات الليبية التابعة لحفتر. وقالت الصحفية الأمريكية "جوليا دافيس" متهكمة على الصور "لا شيء خاص، فقط طباخ بوتين يفغيني بريغوجين، الذي يمول عمليات روسيا القذرة ومجموعة فاغنر، يجتمع مع رئيس الجيش الليبي وكبار المسؤولين العسكريين الروس".

وكانت تقارير صحفية تحدثت عن تواجد للمرتزقة الروس التابعين لفاغنر في ليبيا، حيث قالت صحيفة "صن" البريطانية في شهر تشرين الأول \ أكتوبر الماضي، إنّ العشرات من ضباط المخابرات العسكرية الروسية والقوات الخاصة تتواجد فعلاً في شرق ليبيا، وإنّ روسيا تملك قاعدتين عسكريتين على الأقل في مدينتي طبر ق وبنغازي الساحلتين، وتستخدم شركة فاغنر كغطاء لنشاطها، على اعتبار أن الكرملين ينفي أي علاقة له مع فاغنر، وهو أسلوب مماثل لما اتبعه في أوكرانيا وسوريا حيث ينفي الكرملين دوماً علاقته مع فاغنر ويسمي مرتزقتها بـ"المتعاقدين"، وتأتي مشاركة بريغوجين في الاجتماع مع حفتر وشويجو لتظهر مدى اعتماد الكرملين على فاغنر في حروبه الخارجية وعلى دور كبير لفاغنر وبالتالي روسيا في ليبيا إلى جانب حفتر.

كلمات مفتاحية