icon
التغطية الحية

اختتام مؤتمر برلين والاتفاق على ثلاثة مسارات للحل في ليبيا

2020.01.19 | 22:07 دمشق

lybya.jpg
من المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد مؤتمر برلين (رويترز)
 تلفزيون سوريا ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

اُختتم في العاصمة الألمانية برلين، مساء اليوم الأحد،أعمال مؤتمر دولي حول السلام في ليبيا، وذلك باتفاق المشاركين فيه على ثلاثة مسارات متوازية للحل، والدعوة إلى حل سياسي، بعد التأكيد على أن الحل العسكري سيزيد مِن معاناة الشعب الليبي.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مؤتمر صحفي عقب انتهاء مؤتمر برلين، إن "المجتمعين اتفقوا على ثلاثة مسارات لـ حل الأزمة الليبية تشمل المجال العسكري والاقتصادي والسياسي".

وبخصوص المجال العسكري أوضح "غوتيريش"، أن المجتمعين اتفقوا على تشكيل لجنة عسكرية تدرس آليات مراقبة وقف إطلاق النار، وسيتم بعد أيام تعيين أعضائها مِن طرفي النزاع الليبيين المتقاتلين (قوات حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السرّاج، وقوات شرق ليبيا بقيادة خليفة حفتر)، مجدّداً رفضه الحل العسكري للصراع في ليبيا.

وكشف "غوتيريش" عن مشاورات قريبة مِن أجل العودة إلى مسار العملية السياسية في ليبيا، والالتزام الكامل بحماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني، داعياً جميع الأطراف الدولية والإقليمية للامتناع عن تأجيج النزاع والالتزام بقرارات حظر توريد السلاح إلى ليبيا.

أمّا بخصوص المسار الاقتصادي قال "غوتيرش" - حسب وكالة رويترز -، إنه انطلق منذ مدة وبدأ النظر في النقاط الأساسية المتعلقة بإصلاح البنك المركزي والمؤسسات الاقتصادية الليبية، وكل ما يتعلق بهذا المجال.

مِن جهتها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن مؤتمر برلين وضع مساراً جديداً لـ يكون بارقة أمل لليبيين، وكان هدفه الإسهام بشكل كبير في دعم جهود الأمم المتحدة في ليبيا، مردفةً "ليست هناك فرصة للحل العسكري لأن ذلك سيزيد مِن معاناة الشعب الليبي، وأن ليبيا بحاجة إلى حل سياسي فقط".

وأضافت "ميركل"، أن "تركيا وروسيا ومصر والإمارات أكّدوا على على أهمية وقف إطلاق النار والهدنة في ليبيا، وهو ما سهل على الأوروبيين السير في نفس الاتجاه، مشيرةً إلى أنه "تم تقديم أسماء لتشكيل اللجنة العسكرية (5+5) لـ مناقشة وقف إطلاق النار في ليبيا، على أن تجتمع الأسبوع المقبل".

وكشفت "ميركل"، أن جميع المشاركين في المؤتمر اتفقوا والتزموا بألّا يُقدِّموا أي دعم للأطراف المتقاتلة في ليبيا، واتفقوا كذلك على "عملية ملزمة لضمان هدنة وتثبيت حظر الأسلحة وضمان حق الليبيين في العيش بسلام"، منوهةً في الوقتِ عينه، أن "السراج وحفتر كانا في برلين لكنهما لم يكونا جزءاً مِن المؤتمر، وأنها تتوقع منهما الالتزام بما تم الاتفاق عليه".

اقرأ أيضاً.. بغياب السرّاج وحفتر.. انطلاق مؤتمر برلين حول ليبيا

وضم مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا، اليوم، 12 دولة على رأسها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وبمشاركة أربع منظمات دولية، وذلك بهدف وضع أسس لإنهاء الحرب وحالة عدم الاستقرار التي تشهده ليبيا، منذ إسقاط نظام معمر القذافي في 2011.

 

قوات "حفتر" توقف تدّفق النفط

وبينما كان زعماء عالميون بمشاركة منظمات عالمية يجتمعون في العاصمة الألمانية برلين، اليوم، قالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، إنها قلصت الإنتاج في حقلي "الشرارة والفيل" بعد أن أغلقت قوات "حفتر"، خط أنابيب ينقل النفط مِن هذين الحقلين، ومِن المحتمل أن يضر هذا كثيرا بطرابلس لأن إيرادات النفط تُحول للعاصمة لتمويل ميزانيتها.

وسبق أن ذكرت وكالة "رويترز"، في وقتٍ سابق اليوم، أن مسودة مؤتمر برلين بشأن ليبيا "تحث جميع أطراف الصراع على الامتناع عن الأعمال القتالية ضد المنشآت النفطية"، في حين اعتبر الرئيس التركي أن المؤتمر "خطوة مهمة" لـ تثبيت وقف إطلاق النار.

وكان "حفتر" قد انسحب مِن قمة تركية - روسية، قبل أسبوع، وصعّد القتال عندما أُغلقت موانئ النفط الشرقية في البلاد، وقالت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط حينها، إن الإغلاق كان بأوامر مباشرة مِن قوات "حفتر"، وإن إنتاج النفط سينخفض بمقدار 800 ألف برميل يومياً.

ولم تحكم ليبيا حكومة مركزية مستقرة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 2011، حيث تتنافس في ليبيا حكومتان إحداهما في الشرق تهمين عليها قوات خليفة حفتر، والأخرى في الغرب وهي حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج.

يشار إلى أن تركيا تدعم حكومة "السرّاج" المعترف بها دولياً، فيما تدعم روسيا وفرنسا وبعض الدول العربية الحكومة التي يهمين عليها "حفتر"، وسط تبادل "السراج وحفتر" الاتهامات بالحصول على دعم مِن قوى خارجية في المعارك التي تدور بين قوى الطرفين، والتي أدّت إلى نزوح أكثر مِن 150 ألف مدني في معارك العاصمة الليبية طرابلس فقط، والتي يسعى "حفتر" للسيطرة عليها بشكل كامل.