icon
التغطية الحية

إيران حاضرة في حلب ومقتل قائد في "الحرس الثوري"

2020.02.18 | 11:41 دمشق

81369413_480088846032201_2603162051559817216_o.jpg
تلفزيون سوريا - خالد الخطيب
+A
حجم الخط
-A

خسر "الحرس الثوري الإيراني" مؤخراً قائداً عسكرياً كبيراً خلال المعارك مع المعارضة السورية شمالي حلب، وافتتحت الميليشيات الإيرانية، ليل الإثنين/الثلاثاء، مجلس عزاء في جامع المشهد وسط حلب، حضره عدد من قادة المليشيات وممثلون عن أوقاف حلب والإفتاء وحزب البعث، ومن المفترض أن يستمر مجلس العزاء لثلاثة أيام على التوالي.

ونفّذت ميليشيات النظام المدعومة من إيران عمليات إعادة انتشار في عدد من المناطق المستولى عليها حديثاً في ضواحي المدينة والريفين الغربي والشمالي، وقسّمتها لعدة قطاعات أمنية، ودفعت بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى جبهات الشمال غربي بلدتي نبل والزهراء بقصد تكثيف الهجمات البرية والتوسع بشكل أسرع على حساب الفصائل المعارضة والدفع باتجاه استمرار العمليات العسكرية وصولاً إلى الحدود السورية-التركية.

مقتل "الحاج إبراهيم"

قتل القائد في "الحرس الثوري"، الحاج إبراهيم، في جبهة جبل الشيخ عقيل المجاورة لبلدتي نبل الزهراء شمال حلب خلال المعارك العنيفة التي شهدتها المنطقة الوعرة بين الميليشيات وفصائل المعارضة والتي استمرت لأكثر من ثلاثة أيام على التوالي، وانتهت، الإثنين، بسيطرة ميليشيات النظام الإيرانية على المنطقة بعد أن خسرت العشرات من عناصرها.

وكان الحاج إبراهيم، قائداً لمحور العمليات الذي أطلقته الميليشيات الإيرانية مؤخراً شمالي حلب انطلاقاً من مواقع تسيطر عليها "قوات سوريا الديموقراطية" التي تتزعمها "وحدات حماية الشعب" غربي نبّل، وقاد بنفسه، منذ منتصف كانون الثاني/يناير غرفة عمليات الميليشيات الإيرانية في جبهات ريف حلب الجنوبي وضواحي حلب الغربية، وأشرف بشكل مباشر على العمليات العسكرية التي اشتركت فيها بقوة ميليشيات "لواء الباقر" و "فيلق المدافعين عن حلب" و "حزب الله اللبناني" وميليشيا "نبل والزهراء" و "فاطميون" وميليشيات أخرى تدعمها إيران في حلب، بالإضافة إلى اشتراك مباشر لمجموعات تتبع للقوات الخاصة التابعة لـ"فيلق القدس".

ويعتبر الحاج إبراهيم، من القادة التنفيذيين المسؤولين عن تنسيق العمليات العسكرية، والانتشار في "الحرس الثوري"، وهو من ضمن القادة الكبار الذي يوجهون الميليشيات المدعومة من إيران في حلب انطلاقاً من أكبر قاعدتين عسكريتين تابعتين للحرس، الأولى في منطقة جبل عزان والثانية في الأكاديمية العسكرية في الأحياء الغربية للمدينة.

وأعلن "فيلق المدافعين عن حلب"، الإثنين، عن مقتل، الحاج إبراهيم، وقالت قيادة "الفيلق": إنه قتل في معارك جبل الشيخ عقيل قرب نبل شمالي حلب أثناء المعارك مع المعارضة، ودعا "الفيلق" أنصار الميليشيات الإيرانية في حلب للتوجه إلى جامع المشهد لتأدية واجب العزاء بمقتله وإلقاء النظرة الأخيرة.

وجاء في بيان لـ"الفيلق": "يقام مجلس العزاء على روح الأخ المجاهد الحاج إبراهيم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الإثنين، في جامع النقطة في حي المشهد، وذلك من الساعة السادسة حتى الساعة السابعة، نشكر من وقف بجانبنا وساندنا بمحتنا وقدّم الروح والدم من إخوتنا بالجمهورية الإسلامية الإيرانية وشركائنا بخط المقاومة".

 وأضاف البيان " ببالغ الأسى واللوعة والفخر ننعى إليكم الحاج إبراهيم شهيداً من الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمعارك الشرف والبطولة على أرض الشهباء حلب بمنطقة الشيخ عقيل"

ونقلت الميليشيات الإيرانية، جثة الحاج إبراهيم، من نبّل إلى جامع المشهد في حلب بعد أن أقيمت مراسم عزاء ووداع أخير في البلدة، وحضر مجلس العزاء المركزي في جامع المشهد، قائد "فيلق المدافعين عن حلب"، الحاج محسن، وقائد "لواء الباقر"، الحاج باقر أبو حسين، ومدير المكتب السياسي للواء الباقر وعضو مجلس الشعب، عمر الحسن، وقادة القطاعات والمربعات الأمنية التابع للفيلق في حلب، وقادة من "حزب الله اللبناني"، ومندوبون عن مدير أوقاف حلب، والإفتاء، وممثلاً عن، فاضل النجار، أمين فرع حزب البعث.

ومن المفترض أن يتم نقل جثة "الحاج إبراهيم"، الثلاثاء، إلى إيران عبر مطار حلب الدولي الذي تسيطر عليه الميليشيات الإيرانية وتستخدمه عادة لنقل قادتها وعناصرها ونقل الأسلحة والدعم العسكري المتنوع لميليشيات في حلب، وذلك منذ العام 2012.

حصة الميليشيات الإيرانية

انتشرت ميليشيات النظام الإيرانية في المناطق التي سيطرت عليها في العمليات العسكرية الأخيرة التي استهدفتْ طوقَ مدينة حلب في جهتي الشمال والغرب، وفي الريف الجنوبي، وقسم "فيلق المدافعين عن حلب" مناطق انتشاره لعدة قطاعات ومربعات أمنية تضاف إلى التقسيمات السابقة التي ظهرت بعد خروج المعارضة من الأحياء الشرقية نهاية العام 2016.

 ففي الريف الجنوبي ألحقت منطقة نفوذ الميليشيات الإيرانية الجديدة بمربع الحاضر، وفي الضواحي الغربية والجمعيات السكنية القريبة من المدينة ألحقت المنطقة بالمربع الرابع، وفي الضواحي الشمالية، تم إلحاق المنطقة بالمربع الثالث وقسمت بدورها إلى عدة قطاعات، حريتان على سبيل المثال، أصبحت ضمن القطاع السابع، وآسيا وكفر حمرة ضمن القطاع الأول. وهكذا في باقي المناطق الجديدة التي انتشرت فيها في الضواحي والريف بعيداً عن أطراف الطريق الدولي m5 والتي بدا أنها من حصة ميليشيات النظام الروسية.

ويعتبر "فيلق المدافعين عن حلب" ممثلاً رسمياً ومظلة للميليشيات المدعومة من إيران في حلب التي قسمها إلى عدة مربعات أمنية، ويتمتع "الفيلق" بهيكلة تنظيمية وإدارية تمكنه من العمل المدني والعسكري، وجرت العادة أن تقود قيادته ممثلة، بالحاج محسن، بتوزيع النفوذ والمصالح على الميليشيات، ويستفيد "الفيلق" من المنشآت الصناعية والحواجز التي يفرض فيها إتاوات على التجار والصناعيين، ولا يمكن لأي منشأة أو ورشة صناعية العمل من دون إذن قيادة المربع الأمني وبإشرافه، ويستفيد أيضاَ من المناطق المدنية من ناحية الاستيلاء على عقارات وأملاك المعارضين المهجرين عن المنطقة كما حصل في الأحياء الشرقية.

الضغط لمواصلة العمليات العسكرية

تضغط الميليشيات الإيرانية ميدانياً لمواصلة العمليات العسكرية في ريف حلب الشمالي الغربي، ونقلت خلال اليومين الماضيين تعزيزات عسكرية كبيرة من ريف حلب الجنوبي نحو جبهات القتال غربي نبل والزهراء، وتسعى للتوسع في المنطقة المحيطة بمعاقلها المهمة في البلدتين، وعينها على دارة عزة كمرحلة أولى، واستكمال السيطرة على ما تبقى من ريف حلب غربي منطقة عفرين، ومواصلة التقدم نحو الدانا وسرمدا وصولاً إلى معبر باب الهوى الحدودي، وفصل إدلب عن باقي مناطق المعارضة في ريف حلب الشمالي في مرحلة ثانية.

الميليشيات الإيرانية قصفت بالمدفعية والصواريخ، الأحد/الإثنين، مخيمات سرمدا والدانا وأطراف المدينتين شمالي إدلب، واللتين تُؤويان مئات الآلاف من المهجرين والنازحين، وتسبب القصف بمقتل وجرح عدد من المدنيين ونزوح أعداد كبيرة منهم، ويهدف القصف البري الذي تنفذه الميليشيات ويطول مناطق حدودية إلى تفريغ المنطقة وإفشال أي مساعٍ لوقف إطلاق النار قبل تحقيق أهدافها.

وفي حال نجحت ميليشيات النظام الإيرانية والروسية في السيطرة على دارة عزة وجبل الشيخ بركات المجاور فإنها سترصد منطقة واسعة في محيطها، جزء من منطقة عفرين في الشرق والشمال الشرقي، والمنطقة شمالاً وفي الشمال الغربي، الدانا وسرمدا وباب الهوى والمعابر العسكرية، والتقدم المفترض سيجعلها على مسافة 13 كيلو متراً من الحدود السورية-التركية.