icon
التغطية الحية

إدلب.. لماذا هاجمت "هيئة تحرير الشام" بلدة تلعادة؟

2020.10.11 | 14:45 دمشق

alhyyt.jpg
عناصر من "هيئة تحرير الشام" في ريف إدلب (ناشطون)
إسطنبول - خاص
+A
حجم الخط
-A

شنّت "هيئة تحرير الشام"، أمس السبت، هجوماً على بلدة تلعادة في ريف إدلب الشمالي، أسفر عن سقوط قتلى - بينهم مدنيون - واعتقالات بحق مطلوبين لـ"الهيئة".

وقالت مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ مجموعات مِن "تحرير الشام" نفّذت هجوماً كبيراً على بلدة تلعادة بعد إعلانها منطقة عسكريّة، وذلك بهدف البحث عن أشخاص قالت "الهيئة" إنّهم مطلوبون لها بقضايا "احتطاب وخطف".

واستقدمت "تحرير الشام" تعزيزات كبيرة إلى "تلعادة" ضمّت عشرات الآليات والعناصر، كما نصبت حواجز على مداخل البلدة ومخارجها قبل أن تقتحمها، فجر أمس، بهدف ملاحقة مجموعات وصفتها "الهيئة" بـ"عصابات الخوارج والمحتطبين".

ومصطلح "الاحتطاب" يُستخدم في أدبيات "الجماعات الجهادية" كتأصيل فقهي لـ"تبرير عمليات السلب والنهب والسرقة ضد مَن تصفهم الجماعات بأنهم "كفّار"، وذلك مِن أجل تمويل عملياتها.

 

"تحرير الشام" تبسط سيطرتها على تلعادة

تمكّنت "هيئة تحرير الشام" مِن دخول البلدة وبسط سيطرتها عليها، بعد اشتباكات مع مجموعة المطلوبين (أشارت الهيئة إلى أنّهم يتبعون لـ تنظيم "الدولة" وتنظيم "حرّاس الدين")، وانتهت الاشتباكات بمقتل عددٍ من المطلوبين واعتقال آخرين، في حين لاذ البقية بالفرار.

وفي بيان لـ وجهاء من بلدة تلعادة، نفوا وجود عناصر تتبع لـ تنظيم "الدولة" في البلدة، موضّحين أن الاشتباكات كانت بين "هيئة تحرير الشام" وعناصر كانوا ضمن صفوف "الهيئة" تحت قيادة "قتيبة البرشة"، مضيفاً أنّ بقية شباب البلدة يتبعون لـ"فيلق الشام" التابع للجيش الوطني.

وحسب ما ذكر "مركز الأتارب الإعلامي" فإنّ طفلاً قتل وجرح مدنيون آخرون خلال الاشتباكات في بلدة تلعادة، كما قتل أحد عناصر "هيئة تحرير الشام"، في حين فجّر أربعة عناصر مِن مجموعة "قتيبة البرشة" أنفسهم، عقب محاصرتهم داخل أحد المنازل في البلدة.


مَن هو قتيبة البرشة؟

"قتيبة البرشا" الذي تمكّن مِن الفرار مع عددٍ مِن العناصر، كان - حسب المصادر - تابعاً لـ"هيئة تحرير الشام"، التي فصلته واعتقلته سابقاً بسبب قضايا "احتطاب واختطاف"، كما كان "رأس حربة" للهيئة في قتالها ضد الفصائل خاصّةً "حركة نور الدين الزنكي".

اقرأ أيضاً.. "الزنكي" و"تحرير الشام" يتفقان على حل قضية تلعادة

واستطاع "البرشة" (مِن أبناء بلدة تلعادة) حينئذ الهرب مِن "السجن المركزي" التابع لـ"تحرير الشام" في إدلب، بعد غارة شنّتها طائرة حربيّة روسيّة على السجن، وعاد إلى بلدة "تلعادة" وتمركز فيها وأنشأ مجموعات "احتطاب" انضم إليها - وفق الهيئة - العديد مِن عناصر تنظيم "الدولة" و"حرّاس الدين".

وخلال الاشتباكات في تلعادة، أمس، تمكّن "البرشة" مِن الفرار مجدّداً مع عددٍ مِن العناصر، في حين تواصل مجموعات "تحرير الشام" ملاحقته، وسط أنباء عن اختبائهِ في أحد منازل البلدة، التي عمدت "الهيئة" إلى تفجير بعض منها.

وسبق أنّ شنّت "هيئة تحرير الشام" هجوماً، أواخر شهر تموز الماضي، على بلدة تلعادة واشتبكت مع عناصر تنظيم "حرّاس الدين"، ما أدّى إلى مقتل مدنيين وجرح آخرين، كما سقط عناصر مِن الطرفين بين قتيل وجريح.

وبرّرت "تحرير الشام" هجومها على بلدة تلعادة حينئذ، بأنّها تلاحق "أوكار عصابة خطف واحتطاب"، وفق وصفها، كما توّعدت بتنفيذ مزيد من العمليات ضد مَن وصفتهم أيضاً بـ"الفارّين مِن العدالة".

يذكر أنّ صحيفة "نيويورك تايمز" قد نقلت عن مسؤول أميركي، أواخر شهر أيلول الفائت، أن الولايات المتحدة بدأت حملة سرية لـ تصفية بعض قيادات "حرّاس الدين" المصنفين على "لوائح الإرهاب" في محافظة إدلب، وذلك بهدف تدمير قيادة الجماعة.

واعتبر كريستوف ميللر مدير "المركز القومي الأميركي لمكافحة الإرهاب" أن "حرّاس الدين" يعاني في محافظة إدلب، مِن جراء الخسائر التي مُنِي بها في المعارك مع "تحرير الشام"، مشيراً إلى أن الصراع الأخير مع الهيئة "أعاق نموه".

اقرأ أيضاً.. أميركا تعتزم بدء حملة سريّة لـ"تصفية" قيادات في إدلب؟

وكانت "هيئة تحرير الشام" قد أطلقت، في شهر حزيران الماضي، عملية عسكرية ضدّ مكونات غرفة عمليات "فاثبتوا" في ريف إدلب، وذلك بعد 10 أيام مِن تشكيل الغرفة، وتمكّنت خلالها مِن تفكيك عدة مجموعات مِن تنظيم "حرّاس الدين" والسيطرة على عدد مِن مقارّها وسلاحها.