icon
التغطية الحية

أربعة أسباب للتصعيد العسكري الروسي في إدلب

2021.06.13 | 11:32 دمشق

20210612_2_48730250_66032078.jpg
ضحايا قصف نظام الأسد وروسيا على ريف إدلب- حزيران 2021 (فيس بوك)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

نشر مركز "جسور للدراسات" تحليلا حول التصعيد العسكري الذي شرعت به مؤخرا القوات الروسية وقوات نظام الأسد في إدلب وأرياف من حماة، حيث أشار التحليل إلى وجود أربعة أسباب توضح سبب هذا التصعيد الذي يخلف ضحايا في صفوف المدنيين.

ومنذ مطلع حزيران الحالي، زاد التصعيد الميدانيّ في محافظة إدلب إلى أن وصل ذُروته في العاشر من الشهر ذاته، حيث شهدت منطقة جبل الزاوية جنوب المحافظة قصفاً واسعاً بالطيران الحربي الروسي، وسلاح المدفعية التابعة للنظام، وفي هذه المناطق وقع قتلى في صفوف فصائل "الجبهة الوطنية للتحرير" و"هيئة تحرير الشام"، بالإضافة إلى مدنيين.

ويأتي هذا التصعيد بعد أشهر من الهدوء، مما أثار تساؤُلات حول الأسباب التي أدت له، وإمكانية تحول هذا التوتر إلى حملة عسكرية ومُواجَهات مُوسَّعة.

مركز "جسور للدراسات" أرجع سبب التصعيد إلى استمرار المفاوضات حول ملف المعابر الإنسانية، سواء معبر "باب الهوى" أو المعابر الداخلية التي ترغب روسيا بأن يتم فتحها بين إدلب ومناطق النظام، مشيرا إلى أن الأطراف المتفاوضة لم تتوصل إلى نتيجة حولها.

وأضاف أن التصعيد يأتي مع  اقتراب موعد القمة بين الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والأميركي، جو بايدن، حيث ترغب روسيا بوضع الملف السوري ضِمن أولويات القمة، بحثاً عن "صفقة" مع الجانب الأميركي، وفي هذا الإطار يأتي إبداء موسكو استعدادها في الثالث من حزيران الجاري لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في سوريا، وهو العرض الذي جاء قبل مرور أسبوعين على الانتخابات التي أجراها النظام، وفق "جسور".

أما السبب الثالث، هو مرتبط بالمحادثات التي تجريها تركيا مع الولايات المتحدة الأميركية، والتي تطورت إلى تقديم أنقرة عروضاً للجانب الأميركي، تتضمن تجهيز منطقة آمِنة في شمالي سوريا، بالإضافة إلى البحث عن تطمينات لتقديمها لواشنطن بخصوص قضية صواريخ "إس 400"، مقابل الاستمرار في إنتاج طائرة "F35".

وأما هذا التطور يبدو أن موسكو تريد الضغط في ملف إدلب من خلال تهديد الاستقرار، بهدف التسبب بقلق لأنقرة، في محاولة لضبط مسارها مع واشنطن.

السبب الرابع، وفق "جسور" هو الحديث الذي يدور عن توجُّهات دولية تقودها كلٌّ من واشنطن وأنقرة لاستحداث معابر جديدة، ووضع خطط بديلة في حال تمسُّك روسيا بإيقاف تدفُّق المساعدات عن طريق "باب الهوى"، ويرى تحليل "جسور" أنه من الطبيعي أن يدفع مسار كهذا موسكو للتصعيد بهدف الضغط على الأطراف الدولية، وخاصة تركيا.

وختم المركز بالإشارة إلى أنه رغم ارتفاع وتيرة القصف جنوب إدلب، لكن تبقى احتمالية الانزلاق إلى مواجهة واسعة محدودة، لأن أي حملة عسكرية كاملة من دون تفاهُم مسبق بين روسيا وتركيا، سيعني الصدام المباشر مع الجيش التركي على الأرض، بالإضافة إلى دفع أنقرة للتقارُب أكثر مع واشنطن من أجل تعزيز موقفها خلال المواجهة في إدلب، وهو ما يضرّ بالمصالح الروسية.

وأضاف "تبدو حملة التصعيد الأخيرة ذات أهداف تفاوُضية، ومحاولة دفع مسار التفاهُمات للأمام عن طريق التلويح بالخيار العسكري، وعلى الأرجح سيعود الهدوء تدريجياً لمنطقة إدلب بعد أن تتضح الصورة أكثر عقب إجراء القمتين الثنائيتين المرتقبتين".